منتدى أبناء السلفية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى أبناء السلفية

منتدى خاص لأبناء الجامعة السلفية


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الكشف عند الصوفية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1الكشف عند الصوفية Empty الكشف عند الصوفية الخميس أبريل 19, 2012 8:32 pm

Admin


Admin

بسم الله الرحمن الرحيم
الكشف عند الصوفية
إنّ الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلّ له ، ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إلاّ الله ، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله . أما بعد :
فما ابتليت به الأمة الإسلامية الخرافات الصوفية ، والاعتماد على الذوق والكشف في ردّ نصوص الشرع ، فاشتدّ إنكار أهل السنة عليهم ، ولكن مع تقدّم السنين راجت مثل هذه الأفكار !
وفي هذه الأوراق سيكون الكلام عن الكشف الصوفي .
الكشف لغة : رفعك للشي عما يواريه ، وكشف الأمر : أظهره (1)
اصطلاحا : الاطلاع على ما وراء لحجاب من المعاني الغيبية ، والأمور الحقيقية وجودا أو شهودا(2)
أولا : الكشف من كتب المتصوفة
قبل البداية لابد أن نعرف ان هناك فرق بين الكشف الذي يتكلم عنه أوائل المتصوفة وبين الكشف عنه المتأخرين منهم ، وأيضا فان الكشف من الأمور غير المنكرة لكن بصورتة الشرعية
قال شيخ الإسلام "فما كان من الخوارق من باب العلم فتارة بأن يسمع العبد مالا يسمعه غيره وتارة بأن يرى مالا يراه غيره يقظة ومناما وتارة بأن يعلم مالا يعلم غيره وحيا وإلهاما أو انزال علم ضرورى أو فراسة صادقة ويسمى كشفا ومشاهدات ومكاشفات ومخاطبات فالسماع مخاطبات والرؤية مشاهدات والعلم مكاشفة ويسمى ذلك كله كشفا و مكاشفة اى كشف له عنه "(3)
وقال : " التصرف الخارق للعادة والآيات إما من باب العلم والخبر والمكاشفة وإما من باب القدرة والتأثير والتصرف "(4)
وقال ابن القيم " المكاشفة الصحيحة علوم يحدثها الرب سبحانه وتعالى في قلب العبد ويطلعه بها على أمور تخفى على غيره وقد يواليها وقد يمسكها عنه بالغفلة عنها ويواريها عنه بالغين الذي
يغشى قلبه وهو أرق الحجب أو بالغيم وهو أغلظ منه أو بالران وهو أشدها "(1)
ويقول الشيخ ابن عثمين " الكرامة نوعان :
أ / من العلوم والمكاشفات : بان يحصل للولي من العلم ما لايحصل لغيرة أو يكشف له من الامور الغائبة مالا يكشف لغيرة كما حصل لعمر بن الخطاب......(إلخ)(2)
لكن مشكلة المتصوفة انهم عن طريق الكشف يعلمون الغيب وما يدور في الصدور وانهم بواسطتة وأقوال المشايخ يتلقون تعاليمهم !! .
يقول ابو علي الدوذباري : " المشاهدات للقلوب والمكاشفات للأسرار والمعاينات للبصائر " (3)
فادعاء الكشف عن علم الغيوب من أعظم الكذب على الله غير انه يعتبر عند المتصوفة منفبة من المناقب وكرامة من الكرمات (4)
نقل الشعراني عن شيخه علي الخواص شروط يجب توافرها في الولي وذكر أولها وهو ان يكون عندة علم يكشف به الحقائق والدقائق(5)
بل ان القوم جعلوا الكشف من اعظم دلائل الاخلاص وفي هذا يقول الشعراني " سمعت سيدي علي الخواص يقول : لايبلغ أحد مقام الاخلاص في الأعمال حتى يصير يعرف ما وراء الجدار وينظر ما يفعلة الناس في قعور بيوتهم في بلاد أخر فهناك يعرف يقينا بنور هذا الكـشف ان عمله ليس هُوَ لة " (6)
ولاهمية هذا الامر كان للكشف عند المتصوفة انواع كثيرة وسوف اورد هنا مثالا عن كل نوع يدل على التزام المتصوفة بهذة المصادر ::

أنواع الكشف الصوفي :
أ – رؤية النبي صلى الله علية وسلم
يقول الغزالي " حتى انهم في يقضتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم اصواتا ويقتبسون منهم فوائد "(1)
ب – الخضر علية السلام
يقول الامام النووي " وحكاياتهم ( اى المتصوفة ) في رؤيتة والاجتماع به… اكثر من ان يحصر"(2)
ويقول ابن عطاء السكندري الشاذلي ( وهو واحد من اشد خصوم ابن تيمية ت / 709 ) في الاخذ عن الخضر " واشتهر ذلك الى ان بلغ حد التوتر " (3)
ت - الالهام
ما وقع في القلب من علم وهو يدعو الى العمل من غير استدلال باية ولا نظر في حجة . وهو ليس بحجة عند العلماء الا عند الصوفين(4) ويسمية ابن القيم العلم اللدني لأنة بلا سبب من العبد ولا استدلال " (5)
قال أبو المواهب الشاذلي في رده على من أنكر ( حدثني قلبي عن ربي ) : " لا إنكار ، لان المراد أخبرني قلبي عن ربي من طريق الإلهام الذي هو وحي الأولياء " (6)

ث – الفراسة :
هي خاطر يهجم على القلب فينفي ما يضادة وله على القلب حكم ..... كلما كان اقوى ايمانا كان احد فراسة (1)
ويقول الغزالي " وما حكى من تفرس بعض المشايخ واخبارهم عن اعتقادات الناس وضمائرهم يخرج عن الحصر " (2)
ولاهمية الفراسة عند المتصوفة فقد افرد لها ابوابا مستقله في امهات الكتب كالتعرف للكلاباذي ورسالة القشيري والفتوحات المكية لابن عربي . وفائدتها : ان المريد يتنبة بواستطها على الامور الرديئة ولا يشترط ان يكون المنبة على هذا الرديء شيخة الذي يسلك على يدية بل ربما ينبهة شخص اخر كما حصل لذي النون المصري حيث يقول : " رأيت فتى عليه أطمار رثة فتقذرته نفسي وشهد له قلبي بالولاية فقيت بين نفسي وقلبي أتفكر فاطلع الفتى على سري فنظر إلى فقال يا ذا النون لا تبصرني لكي ترى خلقي وانما الدر داخل الصدف " (3)
ج – الهواتف
لفظ منظم يقرع السمع لمن صفا قلبة في اليقظة (4)
وقد افرد الكلاباذي بابا مستقلا للهواتف في كتابة التعرف لمذاهب أهل التصوف وهو الباب السابع والستين
وهو لا يخلو عندهم(5) أن يكون ملكا / أو وليا / أو صالحا / أو الخضر / أو الله عز وجل/ أو إبليس
وقد يكون تلقي الهاتف أما يقظة أو مناما أو بينهما ومن أمثلة الهواتف ما ذكر أبو يزيد البسطامي
قال " قعدت ليلة في محرابي فمددت رجلي فهتف لي هاتف من يجالس الملوك ينبغي أن يجالسهم بحسن الأدب " (1)

ح / الاسراءات والمعاريج
يقول الشعراني " قد صرح المحققون بان للأولياء الإسراء الروحاني إلى السماء وبمثابة المنام يراه الإنسان … ومنهم من ترتقي روحة إلى سدره المنتهى إلى الكرسي إلى العرش " (2)
ونفل ابن الجوزي عن أبى يزيد البسطامي من قولة " لي معراج كما كان للنبي معراج" (3)
وقال القاضي عياض في معرض تعديدة للمكفرات : " من ادعى مجالسة الله والعروج إلية ومكالمته …… كقول بعض الصوفية " (4)
ولكن هل يحمل قولهم هذا على انه عروج الروح والبدن أم يقال أن قصدهم بهذا العروج الروحاني كما قال ابن عربي " غير انهم ليست لهم قدم محسوسة في السماء وبهذا زاد على الجماعة رسول الله صلى اله علية وسلم .... فمعارج الأولياء معارج أرواح " (5)
وان ما ورد عنهم في ذلك يحمل على المعراج الروحي خاصة وان بعض أهل العلم- مع ضعف قولهم - ذهب إلى أن الإسراء والمعراج للنبي علية الصلاة والسلام كان روحيا (6) ، ومما ينبغي التنبيه عليه : أن الناظر في كتب المعراج الصوفية كمعراج ابن عربي المسمى ( الإسراء إلى مقام الأسري ) وإسراء عبد الكريم الجيلي في كتابه ( الإنسان الكامل ) (7) ، وإسراء ابن قضيب اللبان ، يجد الإمعان في تقليد إسراء النبي صلى الله علية وسلم (Cool
خ – الكشف الحسي
هو الكشف عما وراء الحجب الحسية العلوية والسفلية والاطلاع على حقائق الموجودات إما بالبصر أوالبصيرة . ويظهر أن مرادهم بالكشف عن الأطلاق هو هذا النوع ، خاصة إذا قرن به غيرة كقولهم الكشف الإلهام ....
الكشف في كتب المتصوفه
يقول أبو عبد الرحمن السلمي : وأما أحوال الحقائق في المكاشفة : فمنهم من يكشف له عن حاله ومنهم من يكشف له عن مراده ومنهم من يكشف له عن عموم الأحوال ولا يؤذن له في الإخبار عنها ومنهم في يكشف له عند مراد الحق فيهم ، ومنهم من يكون مكشوفاً مأذوناً في الإخبار عما كشف له من المراقب التي حض بها وخص بها سائر الأولياء وهذا دخل في محل الأمانه ، الأمناء من الأولياء هم النهاية في الولاية . ثم يصح بعد ذلك حال المشاهدة ، والمشاهدة أن يشهد الغيوب …وبشاهد فعل الله "(1)
وأما القاشاني(730هـ) فيقول : " شهود الأعيان ومافيها من الأحوال في عين الحق فهو التحقيق الصحيح بمطالعة تجليات الأسماء الإلهية وصورته في البدايات الإيمان بحقائق الإسماء الإلهية .... ودرجتها في النهايات شهود أحدية الذات في صور الصفات ثم مقام البقاء بعد الفناء " (2)
ويقول الغزالي : " وكذلك قد تهب رياح الألطاف وتنكشف الحجب عن أعين القلوب فينجلي فيها بعض ما هو مسطور في اللوح المحفوظ " (3)
ويقول أيضا " وحد الاقتصاد بين هذا الانحلال كله وبين جمود الحنابلة دقيق غامض لا يطلع عليه إلا الموفقون الذين يدركون الأمور بنور إلهي لا بالسماع ثم إذا انكشفت لهم أسرار الأمور على ما هي عليه نظروا إلى السمع والألفاظ الواردة فما وافق ما شاهدوه بنور اليقين قرروه وما خالف

أولوه فأما من يأخذ معرفة هذه الأمور من السمع المجرد فلا يستقر له فيها قدم " (1)
ويقول عبد الكريم الجيلي الصوفي الاتحادي " وقد أسست كتابي هذا على الكشف الصريح..... فأمرني الحق بإبرازه بين تصريحه وإلغازه "(2)
د / الرؤى المنامية
ودليل عنايتهم بها هو إفرادهم لها أبوابا في مصنفاتهم كالقشيري في رسالته ، والكلاباذي في التعرف ، وقد ذكر الكلاباذي العادة التي قد تجري لمحمد الكتاني أنه كان يرى النبي صلى الله عليه وسلم كل ليلة اثنين وخميس فيسأله مسائل فيجيبه عنها(3)













الكشف الصوفي من غير كتب الصوفية
لقد تكلم أهل السنة بما عليه غلاة المتصوفة من دعوى الكشف والذي ابتدعا وأدخلوا به في الدين ما ليس منه
قال شيخ الإسلام : " وهذا التلمساني هو وسائر الاتحادية كابن عربي الطائي صاحب الفصوص وغيره وابن سبعين وابن الفارض والقونوي صاحب ابن عربي شيخ التلمساني وسعيد الفرغاني انما يدعون الكشف والشهود لما يخبرون عنه وأن تحققهم لا يوجد بالنظر والقياس والبحث وانما هو شهود الحقائق وكشفها ويقولون ثبت عندنا في الكشف ما يناقض صريح العقل " (1)
وقال رحمه الله " فنجد من ظهر له تناقض أقوال أهل الكلام والفلاسفة كأبي حامد وأمثاله ممن يظنون أن في طريقة التصفية نيل مطلوبهم يعولون في هذا الباب على ذوقهم وكشفهم فيقولون إن ما عرفته بنور بصيرتك فقرره وما لم تعرفه فأوله " (2)

وقال رحمه الله : " فان من هؤلاء من يظن ان من الأولياء من يسوغ له الخروج عن الشريعة النبوية كما ساغ للخضر الخروج عن متابعة موسى وانه قد يكون للولى فى المكاشفة والمخاطبة ما يستغنى به عن متابعة الرسول فى عموم احواله أو بعضها " (3)
وتكلم الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق بشكل موسع عن الكشف عند المتصوفة وأنه " يعني عندهم رفع الحجب أمام القلب الصوفي وبصره لعلم ما في السموات جميعا وما في الأرض جميعا فلا تسقط ورقة إلا بنظره ولا تقع قطرة ماء إلا بنظره .... "(4)
ومسألة الكشف عند المتصوفة مسالة مترقية ، فزعموا أولا أنه يكشف لهم معاني لا يعلمها علماء الشريعة فهم يلتقون بالرسول ، يقظة أحيانا ومناما ويسألونه . ثم ترقوا فقالوا : إن لنا علوما ليست في الكتاب والسنة نأخذها من الخضر صاحب شريعة الباطن ، وأحيانا يزعمون أنهم يأخذون هذه العلوم من ملك الإلهام ، كما تلقى محمد صلى الله عليه وسلم علومه من ملك الوحي ، وأحيانا يزعمون بتلقيه من الله رأسا بلا واسطة(1)
فموضوع الكشف عند لمتصوفة جُعل بضاعة استغفلوا بها قلوب العامة ، وأخذوا يجلبون لهم الأوهام على أنها مقادير وأرزاق .... يستطيعون الخوض في غمارها (2)

الموقف من الكشف الصوفي :
سأورد هنا بعض الإشارات في نقد الكشف الصوفي
1 / ( نتائج كشفهم )
قولهم : ثبت عندنا بطريق الكشف ما يناقض صريح العقل .... ويقولون لمن أراد أن يسلك سبيلهم دع العقل والنقل أو اخرج من العقل والنقل !!
قال ابن تيمية : " القول بتقديم غير النصوص النبوية عليها من عقل أو كشف أو غير ذلك يوجب أن لا يستدل بكلام الله ورسوله على شيء من المسائل العلمية ولا يصدق بشيء من أخبار الرسول لكون الرسول أخبر به ولا يستفاد من أخبار الله ورسوله هدى ولا معرفة بشيء من الحقائق بل ذلك مستلزم لعدم الإيمان بالله ورسوله وذلك متضمن للكفر والنفاق والزندقة والإلحاد وهو معلوم الفساد بالضرورة من دين الإسلام كما أنه في نفسه قول فاسد متناقض" (3)
وقال ابن القيم : " أن هؤلاء المعرضين عن الأدلة السمعية المعارضين لها إذا فعلوا ذلك لم يبق لهم إلا طريقان إما طريق النظار وهي الأدلة القياسية العقلية وإما طريق الكشف وما بدرك بالرياضة وصفاء الباطن وكل من هاتين الطريقتين باطلة أضعاف حقه وفيها من التناقض والاضطراب والفساد مالا يحصيه إلا رب العباد ولهذا تجد غاية من سلك الطريق الأولى الحيرة والشك وغاية من سلك الطريق الثانية الشطح فغاية أولئك عدم التصديق بالحق وغاية هؤلاء التصديق بالباطل وحال أولئك تشبه حال المغضوب عليهم وحال هؤلاء تشبه حال الضالين ونهاية أولئك التعطيل والنفي ونهاية هؤلاء الإلحاد والقول بالوحدة والاتحاد " (1)
2 / ( سبب ظلالهم )
أ / هو أن هذا " الكلام أصله من مادة المتفلسفة والقرامطة الباطنية الذين يجعلون النبوة فيضا يفيض من العقل الفعال على نفس النبي ويجعلون ما يقع في نفسه من الصور هي ملائكة الله وما يسمعه في نفسه من الأصوات هو كلام الله " (2)
ب / ما قذفه الشيطان في قلوبهم " أن وراء العلم طريقا إن سلكوه أفضى بهم إلى كشف العيان وأغناهم عن التقيد بالسنة والقرآن فحسن لهم رياضة النفوس وتهذيبها وتصفية الأخلاق والتجافي عما عليه أهل الدنيا وأهل الرياسة والفقهاء وأرباب العلوم والعمل على تفريغ القلب وخلوه من كل شيء حتى ينتقش فيه الحق بلا واسطة تعلم فلما خلا من صورة العلم الذي جاء به الرسول نقش فيه الشيطان بحسب ما هو مستعد له من أنواع الباطل وخيله للنفس حتى جعله كالمشاهد كشفا وعيانا فإذا أنكره عليهم ورثة الرسل قالوا لكم العلم الظاهر ولنا الكشف الباطن ولكم ظاهر الشريعة وعندنا باطن الحقيقة ولكم القشور ولنا اللباب فلما تمكن هذا من قلوبهم سلخها من الكتاب والسنة والآثار كما ينسلخ الليل من النهار ثم أحالهم في سلوكهم على تلك الخيالات وأوهمهم أنها من الآيات البينات وأنها من قبل الله سبحانه إلهامات وتعريفات فلا تعرض على السنة والقرآن ولا تعامل إلا بالقبول والإذعان " (3)
وقال ابن تيمية " وتخاطبهم الشياطين بأمر و نهي وكشف يظنونه من جهة الله و أن الله هو أمرهم و نهاهم و أنه حصل لهم من المكاشفة ما حصل لأولياء الله المتقين و يكون ذلك كله من الشياطين " (4)

3 / ( احتمال الكشف للخطأ )
قال ابن تيمية " وليس أحد من الخلق معصوما أن يقر على خطأ إلا الأنبياء فمن أين يحصل لغير الأنبياء نور إلهي تدرك به حقائق الغيب وينكشف له أسرار هذه الأمور على ما هي عليه بحيث يصير بنفسه مدركا لصفات الرب وملائكته وما أعده الله في الجنة والنار لأوليائه وأعدائه "(1)
والدليل على ذلك : قال الله تعالى ( وما أرسلنا من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ) فقد ضمن الله للرسول وللنبي أن ينسخ ما يلقي الشيطان في أمنيته ولم يضمن ذلك للمحدث فإن نسخ ما ألقى الشيطان ليس إلا للأنبياء والمرسلين إذ هم معصومون فيما يبلغونه عن الله تعالى أن يستقر فيه شيء من إلقاء الشيطان وغيرهم لا تجب عصمته من ذلك ...
وأيضا : فإن سند المحدثين والمخاطبين الملهمين من هذه الأمة هو عمر ابن الخطاب وقد كانت تقع له وقائع فيردها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو صديقه التابع له الآخذ عنه الذي هو أكمل من المحـدث الذي يحدثه قلبه عن ربه(2)
4 / المطلب المهم هو موافقة الشرع لا الكشف
قال ابن القيم " فليس التحقيق الصحيح إلا المطابق لما عليه الأمر في نفسه وهو في العلم الكشف المطابق لما أخبر به الرسل وفي الإرادة الكشف المطابق لمراد الرب الديني من عبده .... فالكشف الصحيح أن يعرف الحق الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه معاينة لقلبه ويجرد إرادة القلب له فيدور معه وجودا وعدما هذا هو التحقيق الصحيح وما خالفه فغرور قبيح " (3)
5 / الكشف ليس فيه مزية فقد يقع للكافر
قال ابن تيمية " وما زال أئمة الدين ومشائخه يعظمون النكير على هؤلاء المنافقين وان كانوا من الزهاد العابدين واهل الكشف والتصرف فى الكون وارباب الكلام والنظر فى العلوم فان هذه الأمور قد يكون بعضها فى أهل الكفر والنفاق ومن المشركين وأهل الكتاب وإنما الفاصل بين اهل الجنة وأهل النار الايمان والتقوى " (1)
6 / إنكار المتصوفة الأوائل الكشف المخالف للشرع
قال ابن تيمية : " ومع هذا فالمشائخ الصوفية العارفون متفقون على أن ما يحصل بالزهد والعبادة والرياضة والتصفية والخلوة وغير ذلك من المعارف متى خالف الكتاب والسنة أو خالف العقل الصريح فهو باطل ومن زعم من المنتسبين إليهم أنهم يجدون في الكشف ما يناقض صريح العقل أو أن أحدهم يرد عليه أمر يخالف الكتاب والسنة بحيث يكون خارجا عن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وأمره أو أنه يحصل له علم مفصل بجميع ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم وأمر به فهو عندهم ضال مبطل بل زنديق منافق لا يجوزون قط طريقا يستغنى به عن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يخبر به الرسول ويأمر به فضلا عن أن يسوغ له مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم في أمره وخبره " (2)
وقال ابن القيم " والمقصود أن مراد القوم [الأوائل] بالكشف في هذا الباب أمر وراء ذلك وأفضله وأجله أن يكشف للسالك عن طريق سلوكه ليستقيم عليها وعن عيوب نفسه ليصلحها وعن ذنوبه ليتوب منها " (3)
وقال : " فإنك تجد في كلام بعضهم تجلي الذات يقتضي كذا وكذا وتجلي الصفات يقتضي كذا وكذا وتجلي الأفعال يقتضي كذا وكذا والقوم عنايتهم بالألفاظ فيتوهم المتوهم أنهم يريدون تجلي حقيقة الذات والصفات والأفعال للعيان فيقع من يقع منهم في الشطحات والطامات والصادقون العارفون برآء من ذلك وإنما يشيرون إلى كمال المعرفة وارتفاع حجب الغفلة والشك " (4)
7 / دليل المتصوفة والإجابة عنه ويحتجون بقصة موسى والخضر قال ابن تيمية " ولا حجة فيها لوجهين : أحدهما / أن موسى لم يكن مبعوثا الى الخضر ولا كان يجب علىالخضر اتباع موسى فإن موسى كان مبعوثا الى بنى إسرائيل ...... فمحمد صلى الله عليه وسلم رسول الله إلى جميع الثقلين ...فليس لأحد الخروج عن متابعتة باطنا وظاهرا ولا عن متابعة ما جاء به من الكتاب والسنة فى دقيق ولا جليل لا فى العلوم ولا الاعمال وليس لأحد أن يقول له كما قال الخضر لموسى وأماموسى فلم يكن مبعوثا الى الخضر
الثانى / أن قصة الخضر ليس فيها مخالفة للشريعة بل الامور التى فعلها تباح فى الشريعة إذا علم العبد أسبابها كما علمها الخضر ولهذا لما بين أسبابها لموسى وافقه على ذلك ولوكان مخالفا لشريعته لم يوافقه بحال وقد بسطنا هذا فى غير هذا الموضع فإن خرق السفينة مضمونه أن المال المعصوم يجوز للإنسان أن يحفظه لصاحبه بإتلاف بعضه فإن ذلك خير من ذهابه بالكلية كما جاز للراعى على عهد النبى أن يذبح الشاة التى خاف عليها الموت وقصة الغلام مضمونها جواز قتل الصبى الصائل ولهذا قال ابن عباس لنجدة وأما الغلمان فإن كنت تعلم منهم ما علمه الخضر من ذلك الغلام فاقتلهم وإلا فلا تقتلهم وأما إقامة الجدار ففيها فعل المعروف بلا أجرة مع الحاجة إذا
كان لذرية ق
وم صالحين " (1)


http://salafi.roo7.biz

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى